كلمة رئيس المجلس البلدي
الشيخ كلوفيس الخازن


إنها تجربةفريدة من نوعها ...

لقد جرت العادة في بلداتنا اللبنانية أن تنشئ مجالس بلدية يقوم عليها البالغون من الذكور إجمالاً وبعض النساء ظرفياً واستثناءً. وهذه المجالس غالباً ما تكون ساحات قتال ننتقل اليها خلافاتنا وصراعاتنا وتعاملاتنا الفئوية في تأمين مصالح الناس وتنفيذ المشاريع التنوية بما يتنافى والاهداف الشمولية التي يجب ان تعمل لها المجالس البلدية توخياً للخير العام.

في هذا الاطار من الواقع نادراً ما تجد متسعاً من المساحة لعالم الاطفال الذين هم امل المستقبل وأداة التغيير الحقيقية من اجل مجتمع واعد ومتطور.

فالطفولة عالم قائم بذاته. فكل طفل هو, مستقبلاً أباً أو أماً وهو قائد في مجال عمله وصاحب قرار تتوقف عليه مصائر ونتائج واستحقاقات. ولا يكفي ان نسلح اطفالنا بالعلم والمعرفة بل من واجبنا ان نهيئهم لمجابهة تحديات المستقبل وذلك بافساح المجال لهم ان يعبروا عن آرائهم وان نواكبهم في اتخاذ قراراتهم وبالتالي توفير السبل المادية والمعنوية لان تاخذ هذه القرارات طريقها الى التنفيذ.

الاطفال هم شركاء فعليون لنا في اتخاذ القرارات التي ترعى شؤونهم وتؤثر في مستقبلهم. يبقى أن نشير الى ان معيار رقي مجتمعاتنا هو مقدار المساحة التي نخصصها للأطفال في أنظمتنا وقوانينا وممارساتنا اليومية.

قلت في بداية كلمتي إنها تجربة فريدة من نوعها إذ إن برنامج موزاييك الذي تنفذه وزارة الشؤون الاجتماعية بدعم من " التعاون الايطالي " في لبنان قد اتاح لنا كما لغيرنا فرصة العمل لترسيخ مبدأ إحترام حقوق الاطفال بحسب ما تنص عليه اتفاقية الامم المتحدة لحقوق الطفل.

لقد عملت بلدية عجلتون على تأسيس مجلس بلدي للأطفال الذي أبصر النور بتاريخ 5 تموز 2012 وهذا المجلس يتألف من أطفال تتراوح اعمارهم بين 12و17 سنة. وقد خضع هؤلاء لدورات تدريبية على يد أخصائيين تتناول حقوق الطفل " ومشروع المدن الصديقة للأطفال " وكذلك حقوق المواطن وسبل حل النزاعات وغيرها. وفي المحصلة تمكن أعضاء هذا المجلس من وضع نص ميثاق اول مرتكز على أسس علمية ونزعة عالمية وهو يحمل خلاصة أفكارهم وإشراقات أحلامهم وتطلعاتهم نحو مستقبل ملؤه الفرح والامل والرجاء. وقد قام المجلس البلدي في عجلتون بالمصادقة على مسودة الميثاق الاول لمجلس الاطفال واعتبره وثيقة تأسيسية ومرجعاً للسياسات والقرارات المتعلقة بالأطفال التي سوف يتخذها المجلس البلدي وهي تقوم على ألأخذ بعين الاعتبار الحاجات الخاصة للأطفال المقيمين ضمن النطاق البلدي وتشجيع الهيئات وفعاليات المجتمع المحلي على الانخراط في هذه العملية بهدف تأمين بيئة آمنة وحياة ذات جودة ينعم بها أطفالنا دون أن ننسى طبعاً الاطفال الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يتولد عند الجميع الشعور بالأنتماء الى جماعة تتسم بالاحترام وبالتعددية.

إن المجلس البلدي للأطفال في عجلتون شكل علامة فارقة ونقلة نوعية في طبيعة عملنا البلدي. شكراً لاطفالنا الذين فتحوا أعيننا على كنوز عالمهم الواعد وهنيئاً لهم هذا الفتح الجديد على دروب ترقيهم في مراتب الحياة.


كلوفيس كلوفيس الخازن
١٦-٣-٢٠١٣