هريسة مار زخيا

الهريسة أكلة تعرفها قلّة من بيئاتنا اللبنانية، وقلّة أيضاً من هذه البيئات تُقيم لهذه الأكلة مراسم وطقوس تحولها الى ظاهرة تراثية ترافق المناسبات الكبيرة وترتسم صورتها في العقل والقلب والوجدان. هريسة عيد مار زخيا العجائبي في عجلتون يعود تاريخها الى زمان بنيان الكنيسة في القرن السابع عشر. يومها لم يكن في قُرانا فنادق أو مطاعم تؤمن المأوى والطعام لزوارها خاصة حين يأتون الى عجلتون ليلة عيد مار زخيا، سيراً على الأقدام، قادمين من القرى والبلدات المجاورةللصلاة والتبرك ومن ثم للمشاركة في احتفالات العيد التي تتضكن مباراة في قرع جرس الكنيسة أو رفعالاثقال كالمحادل أو العتبات الحجرية وكذلك التباري في الزجل أو الرقص والغناء على انغام الموسيقى التي تطلقها بعض ما توفر من الآلات الموسيقية كما وترقيص بيرق عجلتون الذي ذاع صيته في كلّ ارجاء المنطقة وله في المناسبات آدابه وبروتوكولاته الخاصة.

وما أن ينتهي الاحتفال حتى يكون الجوع قد حلّ في جميع المشاركين من أهالي البلدة وزوارها فيذهبون الى خلف الكنيسة حيث بانتظارهم خلقين الهريسة التي تكون قد نضجت فيتلذذون بأكلها ويسمّيها الناس "بركة العيد".



كيف تُحضّر الهريسة

تهتم لجنة وقف مار زخيا العجائبي في عجلتون بالتحضير لهريسة العيد يعاونها فريق من ابناء البلدة لهم خبرتهم الطويلة في هذا المجال.

بداية تحضَّر ستت خلاقين ضخمة من النحاس توضع على مواقد بنيت خصيصاً لها. يوضع الماء في الخلاقين ويضاف اليه لحم ما يزيد على تسعين خروفاً مقدمة من أهالي وسكان البلدة. تذبح الخواريف ويُسلخ جلدها ثمّ تقطّع وتلقى في الخلاقينمع كمية كبيرة من القمح. ويضاف الى الخليط العديد من منكهات الأطعمة كالملح والبهارات وغير ذلك. يُغلى المزيج على نار هادئة ويحرّك بين الحين والآخر وذلك لما يزيد على ١٥ ساعة، حتى اذا ما هلّ صباح العيد يكون جاهزاً لسكبه في الأوعية التي يحضرها الناس لأخذ حصصهم من بركة العيد. وكلّ عيد وأنتم بخير.